نافورة شرب خزفية قديمة
تمثل نافورة الشرب الخزفية القديمة مزيجًا استثنائيًا من الحرفية التاريخية والوظيفية العملية. تتميّز هذه التجهيزات الأنيقة، التي يعود تاريخها عادةً إلى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ببنية خزفية متينة وعناصر زخرفية معقدة تعكس الذوق الفني لعصرها. تعمل النوافير من خلال نظام ميكانيكي بسيط لكنه فعّال، يعتمد على توزيع الماء بالجاذبية وآليات تصريف مدمجة. تتضمن معظم النماذج تصميمًا لمخرج مقوس يُنتج قوسًا مثاليًا من الماء لتسهيل الشرب، في حين تم تصميم الوعاء الخزفي خصيصًا لمنع الارتطام وضمان تدفق مناسب للماء. غالبًا ما تحتوي النوافير على آليات تقليدية للتشغيل بواسطة زر ضغط أو رافعة تتحكم في تدفق الماء، مما يدل على ابتكارات مبكرة في مجال الصحة العامة. كانت هذه التجهيزات تُثبت عادةً في الحدائق والمدارس والمباني العامة، حيث كانت تؤدي أغراضًا عملية وجمالية في آنٍ واحد. إن البنية الخزفية لا توفر متانة استثنائية فحسب، بل تمتلك أيضًا مقاومة طبيعية للبكتيريا وسهولة في التنظيف، ما يجعل هذه النوافير هيئة صحية بشكل ملحوظ بالنسبة لعصرها. وتتضمن العديد من النماذج القديمة تفاصيل زخرفية مثل الأعمدة المزينة بتجاعيد، والأقواس الزخرفية، وأعمال النحت الفني، ما يجعلها قطعًا ذات قيمة في تاريخ العمارة.